اريج الجنة مشرف عام
العمر : 34 عدد المساهمات : 406 تاريخ التسجيل : 14/09/2010
| موضوع: سقوط غرناطة السبت ديسمبر 11, 2010 8:27 pm | |
| بعد الانفراط المروع للدولة و الذي تمثل في سقوط معظم المدن.... انحازت دولة الإسلام في الأندلس إلى الجنوب وتحديداً في مملكة غرناطة و هنا بدأ تفكير زعماء المسلمين في كيفية تثبيت الوجود الإسلامي بالأندلس المنحصر في مملكة غرناطة وبالفعل... نجحوا في ذلك واستمرت مملكة غرناطة قائمة ومتحدية للضغوط الأسبانية المتعاقبة و ذلك لمدة قرنين و نصف من الزمن ويرجع صمود مملكة غرناطة لهذه الفترة الطويلة من الزمان لعدة عوامل منها :
1. وجود قيادة قوية ومحكمة من ملوك بني الأحمر وكان أولهم محمد بن يوسف النصري المعروف بابن الأحمر وبعد موته لم يكن خلفاؤه على نفس المستوى فبدأت المملكة في الاندحار .
2. التجاء كثير من المسلمين في الأندلس إلى مملكة غرناطة والتي كانت تمثل دار الإسلام وقتها بعد أن سقطت مدنهم الأصلية في يد الصليبيين وقد انحاز هؤلاء لغرناطة وهم موتورين حانقين على الصليبيين وكان منهم العلماء والأدباء والصناع والزراع وأرباب المهن والحرف فعمرت بهم غرناطة عمراناً حافلاً فلم يبق شبر من أرضها إلا استغل أحسن استغلال حتى وصل عدد المسلمين بتلك المملكة ستة مليون مسلم وهو عدد ضخم .
3. مساعدة ملوك دول المغرب العربي لإخوانهم الأندلسيين وخاصة ملوك الحفصيين وملوك بني مرين وكلاهما قد قاما بوراثة دولة الموحدين وكان ملوك بني مرين خصوصاً يكثرون من إرسال المساعدات الحربية والجيوش لنصرة مسلمي الأندلس كلما ضغط الصليبيون على غرناطة .
4. حالة الصراعات الداخلية والتفكك الذي ساد ممالك أسبانيا النصرانية في هذه الفترة من الزمان حيث سادت الانقسامات داخل مملكة قشتالة أكبر ممالك أسبانيا النصرانية ودخلت في صراعات دموية مع مملكة ليون و أراجون , هذه الصراعات قد ساعدت مملكة غرناطة على تثبيت أركانها وتقوية قواعدها والتفرغ للعمران والبناء وربما التوسع في بعض الأحيان .
.........و تستمر الأحداث........
استمر وضع مملكة غرناطة ثابتاً ومستقراً لفترة طويلة حتى بدأت أسباب القوة و الاستمرار في الزوال شيئاً فشيئاً ....
فترك ملوك بني مرين المغاربة نصرة مسلمي الأندلس لانشغالهم بالحروب الداخلية مع الخارجين عليهم بالمغرب....
و بدأ الصليبيون في توحيد رايتهم.... فاجتمعت مملكة ليون و قشتالة تحت راية واحدة بعد أن تزوج فرديناند ملك ليون وأراجون إيزابيلا ملكة قشتالة وأعلنوا قيام تحالف قوي ضد المسلمين ....
و في نفس الفترة لم يكن ملوك بن الأحمر على مستوى خطورة المرحلة فانشغلوا بالصراعات الداخلية على الملك حتى أن معظمهم قد قتل في الصراع على الملك والأدهى من ذلك أن الترف واللين والتنعم قد استشرى في الشعب الغرناطي وتفرغوا لسفاسف الأمور وانتشر الفسق مرة أخرى وكل ما سبق كان ينذر بقرب السقوط.
أفاق المسلمون من غفلتهم على جيوش الصليبيين بقيادة فرديناند وإيزابيلا تملأ عليهم الوديان والسهول... وخاض المسلمون معارك طاحنة هائلة دفاعاً عن وجودهم وكيانهم الأخير....
.... و لكن هيهات هيهات.....
لقوم قد فقدوا كل أسباب الانتصار وتقلدوا كل عوامل الهزيمة أن ينتصروا وبالفعل سقطت غرناطة في 21محرم سنة 897هـ كآخر معقل للإسلام بالأندلس ...
عقد آخر ملوك غرناطة أبو عبد الله معاهدة التسليم مع الصليبيين وهي مكونة من سبعة وستين شرطاً منها تأمين المسلمين على دينهم وأموالهم وعقيدتهم وحرياتهم مع العلم أنه لم يتم تنفيذ شيء من هذه المعاهدة .
وكان آخر العهد بأبي عبد الله أن وقف بسفح جبل الريحان حيث سلم فرديناند وإيزابيلا مفاتيح المدينة يبكي على ملكه الضائع هنا قالت له أمه عائشة الحرة المقولة الشهيرة
{{ إبكِ مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال }}.
هكذا كان سقوط غرناطة.....
| |
|
محمد عضو فضي
العمر : 43 عدد المساهمات : 120 تاريخ التسجيل : 13/12/2010
| موضوع: رد: سقوط غرناطة السبت ديسمبر 18, 2010 2:29 am | |
| جزاااااااااااااااااك الله خيرااااااااااااااااا شكرااااااااااااااا لك جدااااااااااااااااا ندعو الله تعالى ان ينصر المسلمين | |
|